موقف حسام اقرؤوه ما حتندموا

0
0
0
0
0
0
0
0
0

@@@ موقف لن أنساه @@@


حسام طالب يبلغ ممن العمر 12 سنة برئ وذو أخلاق عالية وهادئ الطبع 000
يعيش مع أمه (( لأن والده قد طلقها منذ فترة طويلة )) يعيش معها في غاية الفرح والسعادة وهي كل شئ في حياته هي سمعه وبصره وروحه 000 لا ينام إلا وهي راضية عنه يقبل يديها صباحا ومساء وكانت تعمل وظيفة معلمة وتصرف عليه وتقدم له الهدايا والحب والحنان حتى تنسيه فقدان والده
وفي كل يوم تأتي للمدرسة وتوصله ثم تذهب لمدرستها في قرية بعيدة 000
وفي يوم من الأيام اتصل بي مدير المدرسة وقال لي إن والدة حسام قد توفيت نتيجة حادث أليم !!!
فأرجوك أن تخبر الطالب حسام بالحادثة لأنني لا أستطيع تحمل هذا الموقف 000
لاحول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون في لحظة ذهبت والدة حسام وودعت الدنيا وتركت ابنها وحيدا في هذه الحياة
استعنت بالله ثم اتصلت بوالد الطالب وكلمني بكل برود وأخبرته الخبر فترحم عليها وانتهى الموضوع بالنسبة له !!!
فقلت له يا أبا حسام ابنك يحتاج إليك في هذه اللحظة الحرجة فقال دعه يرجع للبيت ويصير خير !!! فأكدت على الوالد أن يحضر من مدينة جده الى مكة ليأخذ ابنه ويقف بجواره ويمهد له هذا الخبرالأليم وفعلا حضر الوالد فيما بعد
!!!
ثم استدعيت حسام لمكتبي ورحبت به وقلبي يعتصر ألما على هذا الطفل الصغير الذي لا يعلم أن أمه الآن في عداد الأموات 000
و بعد سؤاله عن حاله وأحواله تكلمت معه عن الإيمان بالقضاء والقدر وأن الإنسان مبتلى في هذه الحياة ثم قاطعني قائلا أستاذي ماذا حصل !!!
فقلت له بعد تمهيد طويل الوالدة وقع عليها حادث بسيط وهي بخير إن شاء الله
فتغير وجه حسام وخفق قلبه واسود وجهه وبلع ريقه واضطرب وقال الله يهدي السائق أنا أقول له لا تسرع لا تسرع كان دائما يسرع ولكنه لا يسمع الكلام 000
فقال لي أين أمي فقلت هي في المستشفى ولديها إصابات خفيفة ولكن السائق اذا كان يسرع كما قلت فأخشى أن تكون الاصابة كبيرة بعض الشئ 0 0 0
لكن عليك بالصبر والايمان بالقدر فكل شئ مقدر ومكتوب
ثم جاء والده فأخذه معه في السيارة وأخبره بوفاة أمه
ثم حضرنا لتعزيته أنا ومجموعة من أصدقاءه

رحم الله أمه وأسكنها فسيح جناته

ولن أنسى وجه حسام البرئ عندما دخل علي مكتبي ولا يدري عن ما كتب على أمه في هذا اليوم
كان موقفا صعبا للغاية ولكن الله أعان هذا الغلام على تحمل هذا الخبر وتقبله وخاصة أن أمه كانت كل شئ في حياته